نظرية الأنترنت الميت
هل سبق أن سمعت بنظرية الأنترنت الميت Dead Internet؟ إنها الفكرة التي تقول إن الغالبية العظمى من حركية الأنترنت، والتوجهات، والميمات (Les mèmes) يتم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي والروبوتات. بمعنى آخر، يفقد البشر تدريجيا سلطتهم على الأنترنت، حيث يتم استبدالهم تمامًا بالآلات.
نشأت هذه النظرية على موقع 4chan في سنة 2010، واشتهرت بعد نشر موضوع طويل على منتدى Agora Road في عام 2021، يعبر فيه مؤلفها الأمريكي عن انزعاجه من تطور الأنترنت.
فهل هذه النظرية واقعية؟ في منصات مختلفة على الأنترنت، يعبر الفنانون أيضًا عن استيائهم من انتشار الصور التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي. هذه الصور لا تهدد فقط منابع رزقهم، بل تسهم أحيانًا في تشويه صورتهم على الأنترنت دون جلب أي منفعة أو شيء جديد لهم.
بالطبع، يمتلئ الأنترنت باستمرار بالبوتات. ومع ذلك، فإن البشر لا يزال لديهم دور في توجيه الأنترنت. فهم الذين، في النهاية، ينشؤون محتوى – بغض النظر عن مدى جودته وتفاوت هذه الجودة– على وسائل التواصل الاجتماعي أو يبتكرون ميمات تؤثر عالميًا.
بصفة عامة، فإن البوتات ليست مبدعة بقدر ما هو الحال مع إعادة نشر التوجهات والمحتويات وتقليدها. ومع ذلك، فإن الشعور بالانزعاج من اتجاه الأنترنت يمكن فهمه. فنحن نتأثر بشكل متزايد بالخوارزميات التي توجه اختياراتنا وأفعالنا، ولكن يجب ملاحظة أن هذه الخوارزميات هي من تم تصميم وتشغيل الشركات، وليست آلات تحكمنا في الظل.
في الأخير تبقى نظرية الأنترنت الميت مثيرة للكثير من النقاشات، وتؤمن بأن الأنترنت بدأ يخضع بشكل يكاد يكون كاملا للذكاء الاصطناعي.. وبالرغم من أنها لم تتحقق بعد عمليا، فإنها تعكس انزعاجا مبررا تماما.